التعليم في الماضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


في الماضي السحيق قد تكون سعيد الحظ بين إخوانك فيقرر الوالد بأخدك – سواء كنت ولد أو بنت – إلى المعلم.

الهدف :
الهدف من ذلك أن تكون ملا شيخ / أو ملاية.

وفي البداية:
يبلغ الطفل من العمر 5 أو 6 سنوات فقد يكون سعيد الحظ و قد نصحه الملا الذي يقرأ عندهم بأن يعلم هذا الإبن لأنه طفل نبيه، فيأخده أبوه إلى المعلم إذا كان ذكرا أو إذا كانت بنت تأخدها أمها إلى المعلمة وقد يتعلم الولد مع البنات في كثير من الأحيان أيضا.

و يطلق على قاعة التعليم هذه إسم الكتاب و قد يكون بيته أو مسجدا أو حسينية و قد يكون دكان. مقابل أجر إسبوعيا و قدره ربع ريال كحد أدنا إلى ريال كحد أعلى. أنا شخصيا كان يعطي الوالد للمعلم عني ريال في الإسبوع. الوالد الله يرحمه دائما كريم.

وكل يوم أربعاء يقرؤن نشيدا لطيفا قبل الهدة، و هو:

تمسا يا معلم بالسعادة *** آمرنا بأمرك بالرواحي
وهي طويلة.

عند ختم القرآن:
و يقولوا من سبقونا في المعلم أن عند ختم القرآن يدوروا بذلك الشاب كل الطرقات و الأزقة و هم يطبلون تبليغا للناس بأن هذا الطفل فلان قد حفظ القرآن. و النساء تخرج من بيوتها و الأطفال و البنات تيمنا برؤية هذا الشاب الذي ختم القرآن.

بداية التعليم:
و البداية تختلف بين القطيف و القديح في التعليم، ففي القطيف نظامهم تتعلم البسملة ثم الحمد مباشرة و بقية القرآن أما في القديح فالنظام أطول قليلا، فأول ما يتعلم الطفل الحروف الأبجدية و هي الـ أَ أُ إِ و الـ بَ بُ بِ و تقعد اتردد فيها بصوت مرتفع لين تختمها ثم أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ، و من ثم البسملة ثم الحمد. و قد يستغرق تعليمك في الحروف هذه أشهر إن كنت أعمى قلب كما يقولون.

عدد الطلاب:
والمعلم قد يكون لديه خمسين طالب مثلا، بعضهم يرددوا الـ أَ أُ إِ و الـ بَ بُ بِ و هؤلاء صغار السن و بعضهم يقرؤن وسط القرآن وهم وسط السن. و الآخرون يقرؤن نهاية القرآن و هم الكبار الذين تعدت أعمارهم الخمسة عشر عام فما فوق.

و بعضهم أنهوا القرآن و قد تفرغوا لحفظ قراءة المقتل و الوفايات و من أسعده الحظ ورزقه الله جرة قلم لطيفة يتخصص بالإضافة إلا حفظ القصائد و الأبيات النبطية، يكتب المقاتل و الوفايات لغرض البيع لصالح المعلم. و يكون له عند المعلم حضور واسع و كنت و الحمد لله أحد الكتاب هذه.

و عند ما يتعلم له قصيدتين أو ثلاث و بعض الأبيات النبطية يبدء في ملازمة المعلم يقرأ له مقدمة و يطلق على هذا الشخص مصانع. و قد تستغرق هذه العملية سنوات و ذلك حسب رؤية المعلم له قبل الإستقلالية.

و آخرون قليلون جدا يتطورون فيصبحون علماء، و يذهبون للنجف الأشرف للتخصص.

لكن:
و في القطيف، قد لا تحب أن تكون ملا أو شيخ مثلا، تحب أن تكون محاسب أو كاتب أي تكتب الكتب فهناك معلم متخصص في هذا المجال تتعلم عنده الرياضيات و طريقة كتابة الكتب. و اسمه المرحوم الملا علي بن رمضان من الكويكب، و قد تتعلم عنده كيف تكون شاعرا أو كاتبا إذا كان لديك هذا التوجه.

و من الزهو:
و قد كنا دائما نضع قليلا من الحبر في أسفل مخبا الجيب لنُدِل الناس على إننا نتقن فن الكتابة، و نعتبرها ميزة فريدة لنا.

مع خالص تحياتي