"أحلم دوما أن أكون الأفضل بين الجميع" هذا جزء من شارة المسلسل الذي يحدد الفكرة المحورية لمضمون المسلسل، فالأفضل هنا هو من يستطيع امتلاك وتدريب أكبر عدد من البوكيمونات.
ففي بداية المسلسل ينطلق "آش" في جولة طويلة لتحقيق حلمه في أن يصبح أفضل مدرب للبوكيمونات في العالم، فعن طريق جمعها وتدريبها يستطيع استخدامها في الدفاع عن نفسه، وعن قضاياه اليومية، وإثبات تفوقه. و ترافقه في مشواره "ميستي" التي تنغمس في هذا الجو المشحون بالمغامرات والمفاجآت ، و تصر على اصطياد البوكيمونات و تدريبها غير مهتمة لسخرية أخواتها الناجحات في أعمالهن ، و ينضم إليهما بروك اللطيف الذي يبدي إعجابه دائما بالفتيات الجميلات.
في مشوارهم الطويل، يلتقي الأصدقاء بأشخاص يملكون بوكيمونات، منهم الأشرار ومنهم الأخيار، فيتصارعون عن طريق بوكيموناتهم ، ليثبتوا من هو الأقوى.
و تمثل عصابة الرداء الأبيض –جيسي وجيمس وقطهما ميوث- الشر الذي يعكر صفو حياة الأصدقاء، لأنها تحاول الحصول على البوكيمنات بطرق غير مشروعة، لعجز جيسي وجيمس عن جمعها و التقاطها بمهارة، وتنتهي محاولات العصابة دائما بالفشل.
لقد أدرك اليابانيون أن صناعة الرسوم المتحركة يمكن لها أن تدعم الاقتصاد الياباني، فركزوا على أنواع من الرسوم المتحركة التي تصلح للجميع، مثل كابتن ماجد، ولبنى السريعة وغيرها، وقاموا بتوظيف موضوعات تناسب نفسيات الأطفال لضمان الانتشار، وتحقيق الأرباح، فالرياضة مثيرة للجميع، وماجد الصغير يكبر مع الكرة، وحياته كلها تحديات وانتصارات، إنه البطل الذي يشد أنظار الملايين في كل أنحاء العالم … وجاءت بعد ذلك القفزة الأهم "البوكيمون" الذي اكتسح أسواق العالم، وشاعت لعبه حتى في أمريكا نفسها، فسببت قلقا للأمريكيين في عقر دارهم … وقد حرص مبدعوه على أن يجعلوا من البوكيمون عالما متميزا صالحا لكل زمان ومكان فهو مجتمع بلا معالم. ما عدا ذلك فضاء رحب… مجموعة من الأصدقاء مقابل مجموعة من المنافسين، يمكن أن يعيشوا هنا وهناك … لا مميزات .. لا علامات فارقة … لا خصائص مشتركة أو متباينة … حتى أطفال المسلسل كأفراد يبدون عالمين : آش ياباني، ميستي ملامحها غربية فهي بيضاء البشرة وذات شعر برتقالي، أما بروك فهو أسمر البشرة ويبدو من شكل عينيه أنه من إحدى دول آسيا الشرقية، أما جيسي وجيمس بعيونهم الملونة وإسميهما يبدوان أمريكيين : إنه خلط من الشعوب لخدمة عالمية المسلسل.
و في عالم البوكيمون لا وجود للصراع الاجتماعي، فليس هناك محرومون أو أغنياء … الحرمان والغنى يتمحوران حول البوكيمونات التي ترمز للثروة والقوة والجاه .. لا وجود لمشكلات حقيقية، فالمشكلات كلها تتمحور حول "من سيهزم من".
عصابة الرداء الأبيض ليس شريرة بالمعنى الحقيقي، شرها فقط يقتصر على لجوئها إلى كل الطرق الممكنة لحيازة البوكيمونات … المسلسل يبين مجموعة من الأطفال في عالم خاص، فريد من نوعه، يميز حياتهم الصراع الدائم والمعارك المتصلة. والهدف واحد، فالبوكيمون رمز القوة وعليهم أن يحققوا قوتهم بالسيطرة على أكبر عدد من البوكيمونات، وتدريبها لتصبح قادرة على القتال.
إنه عالم سعيد، فميستي الفاشلة في دراستها، قررت أن تثبت وجودها من خلال رفقة آش والتفوق في مجال تدريب البوكيمونات … إنه عالم مليء بالسعادة لا تؤرقه مشاكلنا، فالبطالة والفقر والتخلف جزء منا، لكن ليس له مكان في عالم البوكيمون … تحديات العالم الحقيقي غائبة، فمنذ أكثر من عام، لا زالت حلقات البوكيمون تتناسل، وكل شيء يدور في حلقة مفرغة … تكرار لأحداث مختلفة متشابهة لكنها مثيرة بالنسبة للطفل الذي يتعلق بها ويحبها.
وهو عالم الصغار، إذ نادرا ما يظهر الراشدون في مسلسل البوكيمون، وظهورهم النادر لا علاقة له في سير المسلسل، الذي يبدو عالما للصغار وحدهم دون رقابة الكبار، بل ربما دون تسلطهم وقوانينهم، إنه عالم أطفال يصنعون غدهم بعيدا عن الكبار، هو يشبع حاجة الطفل للانطلاق والتحرر من قيود الآباء والمجتمع.
موضوع: البوكيمون 
الإثنين فبراير 04, 2008 9:39 am
