مقدمة
ـ لماذا هذه النافذة، يا أعزّائي، باللون الأسود واللون الأحمر ؟
ـ لأنها نافذةٌ تنفتحُ على أرض مقدّسة.. قُتِل فيها رجالٌ مقدّسون، وأطفال صغار.. كلُّ واحدٍ منهم لؤلؤة تَشعّ بالنور والجمال. إنها أرضُ كربلاء.
ولكربلاء ـ يا أحبّائي ـ قصة طويلة.. نَتذكّرُ فيها سيّدَ شبابِ أهل الجنّة الإمامَ الحسين عليه السّلام.. شهيد الحق والعدالة والإنسانية.
نَتذكّرُ أهلَ بيته الأبرار.. الذين قَتَلهُم الظالمون يومَ عاشوراء..
نَتذكّرُ أهلَ بيته الطيّبين.. الذين أسَرَهُم الطغاة بعد المذبحةِ الرهيبة.
وفي هؤلاء الأسرى: نساءُ أهلِ بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وأطفالهنّ الصغار.. وهم يبكون ويتألّمون ويصرخون، حُزناً على حبيبِهم الحسين وأصحابه، وألماً من عذاب الأسر والسجن والحرمان.
ـ لماذا قتلوهم ؟! لماذا أسَروهم ؟!
ـ لأنهم أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وأبناء عليّ وفاطمة الزهراء عليهما السّلام.
لأنهم لم يَقبَلوا بالظلم والانحراف، ولم يَرضوا بتسلّط الحكّام الجائرين.. فقالوا لهم: لا! إمّا الإسلام الصحيح، وإمّا الاستشهاد في سبيل الله.
الإمام أبو عبدالله الحسين عليه السّلام كان يُريد للحياة أن تكون جميلةً خضراء. ويريد أن يأنَس الناس بالعدل والصدق والكرامة والحبّ العميق. كان يُريد لكلّ أطفال العالم أن يعيشوا بسلام وسعادة وإيمان.
لكنّ أعداءَ الحياة، وأعداءَ الجمال، وأعداء الأطفال.. قَتَلوه، وقَتلوا إخوانَه وأصدقاءه وأولادَه في كربلاء وقتلوا حتّى ولده الصغير الرضيع في المهد.
وهكذا كان.. فإذا كربلاء أرض البطولة والصدق والجُرأة في المَشي إلى القتل.
وإذا عاشوراءُ يومُ الحزن والقتل والدم الطاهر الذي أراقَه الظلم والعُدوان.
مِن هنا يا أصدقائي.. صارت هذه النافذةُ الكربلائيةُ ملوّنةً بالأسود والأحمر!